مرض تصلب الشرايين من أخطر الأمراض المزمنة التي يمكن أن تُصيب الإنسان، وهو السبب الرئيسي وراء العديد من أمراض القلب والأوعية الدموية، لذا من الضروري أولًا فهم وظيفة الشرايين الحيوية في جسم الإنسان، ومن ثم التعرف على أعراض تصلب شرايين القلب وكيفية علاجها والوقاية منها، وهذا ما سنتناوله اليوم في حديثنا.
وظيفة الشرايين القلبية
الشرايين هي الأوعية الدموية المسؤولة عن نقل الدم الغني بالأكسجين والمغذيات من القلب إلى جميع أنحاء الجسم ومن ثم البقاء على قيد الحياة، وتُشبه في شكلها الأنابيب المرنة مما تسمح بتدفق الدم بسلاسة.
ما أعراض تصلب شرايين القلب؟
يعد مرض تصلب شرايين القلب قاتلًا صامتًا، وذلك لأنه من الصعب ملاحظة أعراض المرض في مراحله الأولى، لكن مع مرور الوقت يزداد التصلب ومن ثم تبدأ الأعراض في الظهور، والتي تتمثل فيما يلي:
- الذبحة الصدرية، وهي ألم أو انزعاج في الصدر قد ينتشر إلى الذراعين والرقبة والفك والظهر أو حتى المعدة، عادةً ما يحدث في أثناء المجهود أو التوتر ويختفي بأخذ قسط من الراحة.
- ضيق في التنفس خاصة في أثناء المجهود.
- الشعور بالتعب والإرهاق السريع.
- الإصابة بالنوبة القلبية وهي ما تحدث عندما يُسد الشريان التاجي بالكامل نتيجة تكون جلطة، وتُعد حالة طبية طارئة تُسبب ألمًا شديدًا في الصدر وضيقًا في التنفس وتعرقًا باردًا.
- النوبة الإقفارية العابرة، وهي أعراض تشبه السكتة الدماغية ولكنها مؤقتة وتزول خلال دقائق أو ساعات، وتتضمن ضعف أو خدر في جانب واحد من الجسم وصعوبة في الكلام، وقد يصل الأمر إلى فقدان مفاجئ في الرؤية في إحدى العينين.
- ألم في الساقين أو الأرداف في أثناء المشي.
- خدر أو ضعف في الساقين.
- برودة في القدم أو الساق.
- تغير لون الجلد أو بطء في التئام الجروح في القدمين.
- خفقان سريع في القلب ودوخة وقيء وغثيان.
- الصداع الحاد وتدلي جانب واحد من الوجه.
اقرأ المزيد عن: كيف تعالج شرايين القلب المسدودة؟
أسباب وعوامل خطر تُسبب ظهور أعراض تصلب شرايين القلب
إن السبب الرئيسي لتصلب الشرايين هو تراكم أجزاء مكونة من الكوليسترول والدهون والكالسيوم ومواد أخرى على الجدران الداخلية للشرايين، مما يعيق تدفق الدم بكفاءة إلى عضلة القلب، وتشمل عوامل الخطر التي تزيد من الإصابة بالمرض ما يلي:
- التقدم في السن.
- وجود تاريخ عائلي وراثي للإصابة بتصلب الشرايين.
- الإصابة بالسِمنة.
- الإصابة بمرض السكري أو ضغط الدم المرتفع أو الكوليسترول.
- التدخين.
- قلة ممارسة الأنشطة الرياضية.
- تغيرات جينية.
- الإصابة ببعض الأمراض الالتهابية، مثل: الذئبة.
كيفية علاج تصلب شرايين القلب
يعتمد العلاج على مدى تقدم المرض وعدد الشرايين المتأثرة وشدة أعراض تصلب شرايين القلب الواضحة، ويتضمن ما يلي:
- تغيير نمط الحياة إلى الأفضل من خلال اتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط الرياضي، بالإضافة إلى أدوية خفض الكوليسترول وأدوية خفض الدم وأدوية السيولة.
- الإجراءات الجراحية وذلك في الحالات المتقدمة التي تُعاني تصلبًا شديدًا، مثل:
- القسطرة لتوسيع الشريان المصاب، وزيادة تدفق الدم إليه.
- جراحة مجازة الشرايين التاجية لتحويل مسار الدم من خلال أوعية دموية أخرى في الجسم لعمل منعطف حول الانسداد.
- تركيب دعامة قلبية لإبقاء الشريان مفتوحًا وعدم تكرار الانسداد مرة أخرى.
كيفية الوقاية من ظهور أعراض تصلب شرايين القلب
يمكن التقليل من خطر الإصابة بتصلب الشرايين من خلال اتباع عدد من التعليمات وهي:
- السير على نظام غذائي صحي غني بالفواكه والخضروات الغنية بمضادات الأكسدة والألياف، بالإضافة إلى الحبوب الكاملة مثل الشوفان، والبروتينات الخالية من الدهون مثل الدجاج، والدهون الصحية مثل الأفوكادو والمكسرات، مع الحد من تناول الدهون المشبعة الموجودة في الأطعمة المصنعة والمقليات.
- ممارسة الرياضة بصورة مستمرة حسب ما يتناسب مع الصحة والعمر.
- الحفاظ على وزن صحي.
- الإقلاع عن التدخين تمامًا.
- التحكم في الأمراض المزمنة مثل السكري والضغط المرتفع، وذلك من خلال الالتزام بالأدوية الخاصة بهم وعدم الانقطاع عنها دون استشارة الطبيب.
- التحكم في التوتر والإنفعال قدر الإمكان، ويمكن ذلك عبر ممارسة رياضة الاسترخاء مثل التأمل واليوجا أو حتى المشي وسط الطبيعة.
- عدم إهمال الفحوصات الطبية الدورية التي بدورها تساعد على الكشف المبكر للمرض ومن ثم السيطرة عليه.
ختامًا،
في إطار حديثنا عن أعراض تصلب شرايين القلب، وعن مرض تصلب الشرايين بشكل عام، نود التنويه بضرورة الذهاب للطبيب في حال الشعور بأي من الأعراض السابق ذكرها، وعدم الإغفال عنها، إذ إن خطورة المرض تكمن في عدم ظهور الأعراض على الفور عند تعرض الشرايين للتصلب، إنما يستغرق الأمر مدة زمنية للشعور بها، لذا من الضروري اتباع أساليب الوقاية المذكورة أعلاه لتقليل احتمالية الإصابة قدر الإمكان.
تعرف على: ما هي صمامات القلب وكيف تُحافظ عليها؟