عندما يسمع كثير من الناس عن أمراض القلب والشرايين، يتبادر إلى أذهانهم فورًا الذبحة الصدرية أو النوبة القلبية، لكنّ الخطر الأعظم يكمن في موضع آخر، وهو انفجار الشريان الأورطي.
لا تعطي هذه الحالة دومًا إنذارًا واضحًا، ومع ذلك فإن إنقاذ حياة المريض يتوقف على الانتباه السريع إلى العلامات المميزة، لذلك، يصبح فهم أعراض انفجار الشريان الأورطي مهمًا للغاية.
أعراض انفجار الشريان الأورطي
من يعرف ما هو الشريان الأورطي سيكون على دراية بأنه يمتد من البطين الأيسر للقلب ويمر عبر البطن والصدر، لذا لكي نفهم أعراض انفجار الشريان الأورطي بدقة، علينا أن نميز بين نوعين من الأعراض، وهما:
أعراض انفجار الشريان الأورطي الصدري
يمر الأورطي الصدري عبر القفص الصدري، وعند تمزقه تظهر عدة أعراض فجأة، تشمل:
- ألم حاد في أعلى الصدر أو بين الكتفين يوصف كطعن أو تمزق.
- صعوبة في التنفس مع إحساس بالضغط في الرئة.
- دوخة شديدة وفقدان سريع للوعي بسبب انخفاض ضغط الدم.
- سعال مصحوب بدم في بعض الحالات نتيجة تسرب الدم قرب الرئة.
- تغير في الصوت أو بحة عند ضغط الدم المتسرب على الأعصاب المحيطة بالقصبة الهوائية.
أعراض انفجار الشريان الأورطي البطني
أما إذا حدث التمزق في الجزء البطني من الشريان الأورطي، فتظهر الأعراض بصورة مختلفة قليلًا، تشمل:
- ألم قوي في أسفل البطن أو الظهر ينتشر إلى الفخذ أو الساق.
- كتلة نابضة في البطن يمكن تحسسها باليد عند بعض المرضى.
- غثيان وتقيؤ مع إحساس بانقباض شديد في المعدة.
- تعرق غزير وبرودة في الأطراف نتيجة فقدان الدم المفاجئ.
- انهيار سريع في الدورة الدموية قد يقود إلى صدمة قاتلة.
الفرق الجوهري بين الصدري والبطني أن الأخير قد ينخدع فيه المريض، فيظن أنّه يعاني من مغص أو مشكلة في العمود الفقري، بينما السبب أخطر بكثير.
الفرق بين أعراض انفجار الشريان الأورطي والنوبة القلبية
لكي نفهم أعراض انفجار الشريان الأورطي بمزيد من الدقة علينا أن نميّز بينها وبين أعراض المشكلات الأخرى التي قد تتشابه معها، مثل النوبة القلبية، وإن كانت على نفس مستوى الخطورة.
فتؤدي النوبة القلبية إلى ألم ضاغط في منتصف الصدر غالبًا مع امتداده إلى الذراع اليسرى أو الفك، وترافقها ضيق في التنفس وتعرق.
أمّا في أعراض انفجار الشريان الأورطي فيغلب وصف الألم بالتمزق أو الطعن، ويمتد نحو الظهر أو البطن بصورة أوضح، بالإضافة إلى أن فقدان الوعي السريع وانخفاض الضغط الحاد يظهران بصورة أشد مما يحدث في النوبة القلبية.
الفرق بين أعراض انفجار الشريان الأورطي والانسداد الرئوي
ينتج الانسداد الرئوي عادة عن جلطة في الشريان الرئوي، وتظهر أعراضه في صورة ضيق تنفس مفاجئ وألم حاد يزداد مع التنفس العميق وسعال دموي، بينما يركز انفجار الشريان الأورطي على آلام التمزق الممتدة مع انخفاض ضغط الدم بسرعة.
أسباب انفجار الشريان الأورطي
الوقاية من أعراض انفجار الشريان الأورطي تتطلب استيعاب الأسباب المؤدية إليه ومحاولة تجنبها قدر الإمكان.
وفي الواقع، تتعدد الأسباب التي تقود إلى هذه الكارثة، غير أن أهمها يتضمن:
- ارتفاع ضغط الدم المزمن الذي يضعف جدار الشريان مع مرور السنوات.
- تصلب الشرايين وتراكم الترسبات الدهنية داخل الشريان الأورطي.
- إصابات مباشرة في الصدر أو البطن كحوادث السير.
- أمراض وراثية مثل متلازمة مارفان التي تؤثر في مرونة الأوعية.
- التدخين الذي يزيد هشاشة جدار الشريان بصورة ملحوظة.
هل يمكن أن يسبق انفجار الشريان الأورطي علامات تحذيرية؟
عادةً ما يحدث انفجار الشريان الأورطي بصورة مفاجئة، ولكن من الممكن ظهور علامات التحذير في حالة تمدد الشريان الأورطي، وهو المرض الذي يسبق الانفجار عادةً.
وقد يكون المريض مصابًا بهذه الحالة لسنوات دون علامات واضحة، وهذا ما يجعل الانفجار يبدو وكأنه حدث فجأة وبدون مقدمات، ولكن في أحيان أخرى قد تظهر بعض الأعراض مثل:
- آلام خفيفة ومتقطعة في الظهر والبطن.
- إحساس بنبض في البطن.
- شعور عام بالإرهاق الشديد دون تفسير واضح.
ماذا تفعل عند ظهور أعراض انفجار الشريان الأورطي؟
عند الاشتباه، لا مجال للانتظار أو التجربة المنزلية، بل يجب طلب الأسعاف فورًا والانتقال إلى قسم الطوارئ.
وحاول تجنّب الحركة الزائدة أو المجهود الجسدي لأنّه يضاعف النزيف الداخلي، وتذكر أن أي تأخير يعني تضاؤل فرص النجاة.
كيف ينقذ الأطباء حالة انفجار الشريان الأورطي؟
يعتمد التدخل الطبي على موقع التمزق وحجم النزيف، في الحالات الصدرية يلجأ الجراحون إلى فتح الصدر وتركيب دعامة أو طُعم صناعي لإعادة بناء الشريان، أما في الانفجار البطني فتُجرى جراحة طارئة أو إصلاح داخلي عبر القسطرة، حيث يزرع الأطباء أنبوبًا معدنيًا يقوي الجدار الممزق.
ويرتبط نجاح هذا الإجراء بسرعة الوصول إلى غرفة العمليات أكثر من أي عامل آخر.
في النهاية..
الحديث عن أعراض انفجار الشريان الأورطي لا يهدف إلى إثارة الخوف بقدر ما يسعى إلى رفع الوعي، ففهم هذه الأعراض يمنح المريض أو من حوله فرصة طلب النجدة قبل فوات الأوان.
ويظل الالتزام بالحياة الصحية والحرص على الفحوصات الطبية الدورية الوسيلة الأضمن للحفاظ على سلامتنا جميعًا.