يشبه القلب المحطة المركزية، فهو المسئول عن ضخ الدم إلى جميع أعضاء الجسم، لكن ماذا إن ضعفت هذه المحطة أو لم تعد تعمل بالكفاءة المطلوبة! هنا يظهر ما يُعرف بفشل القلب الاحتقاني.
في هذا المقال، نستعرض أعراض فشل القلب الاحتقاني وأنواعه ووسائل علاجه لتجنّب المراحل المتقدمة من المرض.
أعراض فشل القلب الاحتقاني
تتنوع شدة أعراض فشل القلب الاحتقاني ما بين الخفيفة والحادة التي تعيق المريض عن ممارسة أنشطته اليومية، وفيما يلي نوضح تلك الأعراض:
-
أعراض فشل القلب الاحتقاني المبكرة
في المراحل الأولى، قد تكون العلامات بسيطة أو متفرقة، لكنها تُعَدّ جرس إنذار يستدعي الانتباه، ومن أبرزها:
- ضيق التنفس عند بذل مجهود أو في أثناء الاستلقاء.
- التعب والإرهاق بسبب نقص إمداد الأعضاء بالأوكسجين.
- تورّم القدمين نتيجة احتباس السوائل في الجسم.
- سعال متكرر جرّاء تراكم السوائل في الرئتين.
- زيادة مفاجئة في الوزن.
-
أعراض فشل القلب الاحتقاني المتقدمة
مع تطوّر المرض، تصبح الأعراض أكثر وضوحًا وتؤثر بعمق في حياة المريض، وتشمل:
- ضيق تنفس شديد حتى في أوقات الراحة أو النوم.
- سعال جاف أو صفير مزمن يزداد عند الاستلقاء.
- تسارع ضربات القلب من أجل ضخ كمية كافية من الدم للأعضاء.
- تورّم البطن والكبد بسبب الاحتقان المستمر.
- التبول الليلي المتكرر نتيجة تراكم السوائل في الجسم.
- فقدان الشهية.
- الغثيان.
- الدوخة أو التشوّش الذهني نتيجة ضعف تدفّق الدم إلى الدماغ.
- ضعف القدرة على بذل أي جهد بدني.
هل تتباين أعراض فشل القلب الاحتقاني باختلاف نوعه؟
تتباين أعراض فشل القلب الاحتقاني لدى المريض باختلاف نوع القصور الذي يُعانيه، وذلك ما يُساعد الأطباء على تمييز النوع وتشخيصه بدقة، وتشمل أنواعه:
-
فشل القلب الأيسر
يُعَدّ النوع الأكثر شيوعًا، ويحدث عندما يعجز البطين الأيسر عن ضخ الدم بفعالية إلى باقي أعضاء الجسم، مما يؤدي إلى تراكم السوائل في الرئتين وظهور ضيق التنفس والسعال.
-
فشل القلب الأيمن
ينشأ نتيجة ضعف قدرة البطين الأيمن على ضخ الدم بكفاءة نحو الرئتين، ما يسبب ارتجاع الدم واحتباس السوائل في الأطراف السفلية والبطن، وهو ما يظهر في صورة تورم وانتفاخ ملحوظ.
-
فشل القلب عالي النتاج
هو نوع نادر من القصور يحدث حينما يعمل القلب بمجهود زائد لضخ الدم، لكن يظل الجسم بحاجة إلى كميات أكبر من الأوكسجين، فيستمر الخلل وتظهر الأعراض المذكورة أعلاه تدريجيًا.
كيفية تشخيص فشل القلب الاحتقاني
بعد التعرّف إلى أنواع وأعراض فشل القلب الاحتقاني المبكرة والمتقدمة، تأتي الخطوة الحاسمة وهي التشخيص، إذ يُجري الطبيب فحصًا سريريًا دقيقًا للبحث عن علامات احتباس السوائل أو ضعف ضخ الدم، وللتأكد من الإصابة وتحديد شدة الحالة، قد يطلب فحوصات إضافية، مثل:
- رسم القلب، للكشف عن اضطرابات نظم القلب.
- التصوير بالموجات الصوتية، لتقييم قوة ضخ البطينين وحجم القلب.
- تحاليل الدم، للبحث عن مؤشرات قصور القلب أو أي أمراض مرافقة.
وتساعد هذه الخطوات على تحديد مرحلة المرض بدقة، ومن ثمَّ اختيار خطة العلاج الأنسب لكل مريض.
وسائل علاج فشل القلب الاحتقاني وفقًا لمرحلة المرض
يُحدد علاج فشل القلب الاحتقاني بناءً على مرحلة المرض وشدة الأعراض، وهو يهدف إلى إبطاء تقدم الحالة وتحسين حياة المريض، وفيما يلي نسرد أبرز وسائل العلاج حسب كل مرحلة:
المرحلة الأولى (A)
في هذه المرحلة لم تظهر أعراض فشل القلب الاحتقاني بعد، لكن المريض مُعرض لتفاقم الإصابة بسبب عدّة عوامل، منها مرض ارتفاع ضغط الدم والسكّري، وأمراض الشرايين التاجية، أو وجود تاريخ عائلي لفشل القلب.
ومن خيارات العلاج المقررة لهذه المرحلة:
- ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، مثل المشي.
- الامتناع عن التدخين وتناول الكحول.
- السيطرة على ضغط الدم والكوليسترول عبر الالتزام بالنظام الغذائي والأدوية.
- استخدام بعض الأدوية، مثل مثبطات (ACE) أو (ARB) في حال وجود أمراض قلبية أو وعائية مُصاحبة.
المرحلة الثانية (B)
يكون الجزء الأيسر من القلب ضعيف، ورُغم ذلك تظل الأعراض غير واضحة، وتُعالج هذه المرحلة من خلال:
- الاستمرار على علاجات المرحلة الأولى (A).
- إضافة حاصرات بيتا إذا كان المريض قد أُصيب بنوبة قلبية سابقًا.
- استخدام مضادات الألدوستيرون في حالات ضعف القلب الشديدة.
- إمكانية إجراء جراحة القلب؛ لعلاج أمراض الشرايين أو صمامات القلب.
المرحلة الثالثة (C)
في هذه المرحلة، تظهر أعراض فشل القلب الاحتقاني، مثل ضيق التنفس وتورّم القدمين، وتُخفف الأعراض عبر:
- الاستمرار على بعض العلاجات السابقة.
- استخدام مُدرات البول؛ لتقليل احتباس السوائل.
- أدوية للتحكم في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب.
- تعديل النظام الغذائي من خلال الحدّ من تناول الأملاح.
- قياس الوزن يوميًا.
- تركيب أجهزة تنظيم ضربات القلب في بعض الحالات.
المرحلة الرابعة (D)
يعاني المريض أعراضًا شديدة لا تهدأ رُغم اتباع العلاجات السابقة، وفي تلك الحالة يتضمن العلاج:
- الخضوع لجراحة زراعة القلب.
- تناول بعض الأدوية باستمرار لتحفيز عضلة القلب.
في الختام، يُعدّ التعرف إلى أعراض فشل القلب الاحتقاني ومتابعتها خطوة أساسية للحفاظ على صحة قلبك، فلا تنتظر حتى تتفاقم الأعراض، واذهب للطبيب للخضوع للتشخيص المبكر والعلاج المناسب.
ولا تتردد في التواصل مع الدكتور فؤاد راسخ، أستاذ واستشاري جراحات القلب بالتدخل المحدود، لمعرفة ما هو فشل القلب الاحتقاني الذي تُعانيه والحصول على خطة علاجية تلائم حالتك.
من خلال الواتساب