اعتلال عضلة القلب من الأمراض الصامتة، وهي الأمراض التي لا تظهر أعراضها بصورة واضحة في المراحل المبكرة، وهو اعتلال يؤثر في قدرة القلب على ضخ الدم بكفاءة إلى باقي أجزاء الجسم مما يؤدي إلى معاناة أعراض مؤرقة مثل ضيق التنفس والإرهاق المستمر وقد يظهر في أي عمر لأسباب مختلفة وبأنواع متعددة.
في هذا المقال، نستعرض معًا كل ما تحتاج معرفته عن الاعتلال الذي يصيب عضلة القلب وكيفية علاجه بصورة فعّالة تُعيد للقلب قوته.
مفهوم اعتلال عضلة القلب وأنواعه
اعتلال عضلة القلب هو خلل يمنع القلب عن أداء مهامه الطبيعية المتمثلة في ضخ الدم إلى أجزاء الجسم المختلفة واستقباله أيضًا، وقد تكون أعراضه غير واضحة في البداية، لكن مع مرور الوقت يمكن أن تتفاقم الحالة وتسبب مشكلات صحية خطيرة، وقد تختلف الأعراض في حدتها حسب أنواع اعتلال عضلة القلب التي تشمل ما يلي:
- الاعتلال التوسعي: يتميّز بتضخم البطين الأيسر وضعف قدرته على ضخ الدم ويُعد هذا النوع الأكثر شيوعًا.
- الاعتلال الضخامي: يتسم بحدوث تضخم غير طبيعي في جدران القلب، خصوصًا الحاجز بين البطينين.
- الاعتلال المُقيِّد: في هذا النوع، تفقد عضلة القلب مرونتها، ما يجعل امتلاء البطينين بالدم صعبًا.
يعود كل نوع من الأنواع السابقة إلى أسباب مختلفة تؤثر في وظيفة عضلة القلب وهذا ما سنتطرق إليه في السطور التالية.
أسباب اعتلال عضلة القلب
تتعدد الأسباب وعوامل الخطر التي قد تؤدي إلى اعتلال عضلة القلب ولعل أبرزها:
- العوامل الوراثية، يمكن أن تنتقل بعض الطفرات الجينية من الآباء المصابين إلى أبنائهم، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالمرض.
- ارتفاع ضغط الدم، ويعد من الأسباب الرئيسية لاعتلال عضلة القلب، فمع مرور الوقت يمكن أن يؤدي ضغط الدم المرتفع لفترات طويلة إلى ضعف عضلة القلب.
- مرض السكري، الذي يؤثر في صحة الأوعية الدموية ويجعلها أقل مرونة، مما يعوق تدفق الدم بصورة طبيعية ويضع ضغطًا إضافيًا على عضلة القلب.
- أمراض الشرايين التاجية، التي تؤثر في تدفق الدم إلى عضلة القلب.
- العدوى الفيروسية، التي قد تؤدي إلى التهاب في عضلة القلب، مما يُضعف قدرتها على ضخ الدم.
- الأمراض المناعية، التي يمكن أن تتسبب في التهاب عضلة القلب مما يُضعف وظيفتها.
- التدخين والنظام الغذائي غير الصحي، وآثارهما السلبية على صحة الأوعية الدموية والقلب بوجه عام.
- التوتر والإجهاد النفسي، فقد يؤثران في صحة القلب ومن ثم حدوث اعتلال عضلة القلب.
من المهم أيضًا بالنسبة للمريض معرفة الأعراض التي قد تظهر نتيجة الإصابة بهذا المرض، فقد تكون بمثابة إنذار عاجل بضرورة طلب الاستشارة الطبية.
أعراض اعتلال عضلة القلب
تتفاوت الأعراض حسب نوع الاعتلال وشدّته، ومن أبرزها:
- ضيق التنفس، سواء عند بذل مجهود أو عند الاستلقاء.
- التعب العام والضعف.
- تورم في الساقين والكاحلين.
- خفقان القلب أو عدم انتظام ضربات القلب.
- الدوخة أو الإغماء، خصوصًا في الاعتلال الضخامي.
عند ظهور هذه الأعراض، يصبح من الضروري التوجه لطبيب مخصص وخبير في أمراض القلب، لتلقي العلاج المناسب تفاديًا لتطوّر الحالة والتعرض لمضاعفات خطيرة مثل الفشل القلبي.
علاج اعتلال عضلة القلب
يعتمد علاج اعتلال عضلة القلب على النوع وشدة الأعراض التي يعانيها المريض، ويهدف إلى تحسين وظيفة القلب، وتقليل الأعراض، وذلك اعتمادًا على ثلاثة أنواع رئيسية يُحدد الطبيب الأنسب منها حسب الحالة، وهي:
العلاج الدوائي
تُستخدم الأدوية لتقليل العبء على القلب وتحسين كفاءته الوظيفية، وتشمل:
- الأدوية التي تستخدم لضبط ضغط الدم في معدلاته الطبيعية مثل مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين.
- الأدوية المُنظمة لضربات القلب مثل حاصرات بيتا.
- مدرات البول للتخلص من السوائل الزائدة وتقليل التورم وضيق التنفس.
زراعة بعض الأجهزة الطبية لتنظيم عمل القلب
في بعض الحالات، يحتاج المريض إلى زراعة بعض الأجهزة لمساعدة القلب في أداء وظائفه، ومن أهم هذه الأجهزة:
- جهاز تنظيم ضربات القلب لضبط النبض إذا كان بطيئًا أو سريعًا.
- مزيل الرجفان القلبي يُزرع تحت الجلد ويُصدر صدمات كهربائية عند حدوث خلل مفاجئ في نظم القلب.
- جهاز مساعدة البطين، الذي يحفز البطين على ضخ الدم عندما يكون ضعيفًا للغاية.
زراعة القلب
إذا فشلت الأدوية والأجهزة في تحسين حالة المريض، قد تكون زراعة القلب الخيار الأخير. ولكن هذا الخيار غير شائع للغاية في مصر، فلا زال قيد الدراسة والتطبيق.
خلاصة القول، إن اعتلال عضلة القلب مرض قد يكون خطيرًا إذا لم يُكتشف ويُعالج مبكرًا وقد يساعدك فهم أسبابه وأعراضه على التشخيص السريع ومن ثم الحصول على العلاج المناسب.
للاطمئنان على صحة قلبك والكشف المبكر عن أي مشكلات في عضلة القلب، يُمكنك التواصل مع الدكتور فؤاد راسخ عبر الأرقام المتوفرة على الموقع الإلكتروني.
تعرف على: ما هي صمامات القلب وكيف تُحافظ عليها؟