بعد أن تنجح عملية تغيير صمام القلب يشعر المريض وكأنه وصل إلى نهاية طريق طويل من التعب، لكن الحقيقة أنها مجرد بداية لمرحلة جديدة مليئة بالراحة واستعادة النشاط، ولعل أهم ما يشغل باله في هذه المرحلة هو كيف ستكون الحياة بعد تغيير صمام القلب؟ ومتى سيعود إلى حياته الطبيعية؟
في هذا المقال نُفسر لك طبيعة الأعراض التي ستشعر بها بعد عملية تغيير صمام القلب، كما نقدم لك دليلًا كاملًا للتعافي بصحة وأمان والعودة إلى حياتك الطبيعية تدريجيًا.
الحياة بعد تغيير صمام القلب: لماذا يسيطر عليك الإرهاق؟
الكثيرون يتساءلون: هل من الطبيعي النوم كثيرًا بعد عملية استبدال صمام القلب؟ والإجابة هي نعم، إنه أمر متوقع، فالإرهاق والنوم المطول هما علامات على سير عملية التئام الجرح على النحو الصحيح وتعافي جسدك تدريجيًا من العملية وخطواتها.
إذًا، عليك ألا تقاوم هذا الشعور، بل اسمح لجسمك بأخذ حاجته الكاملة من الراحة، لأنها أساس التعافي الآمن والسريع، ومن ثم الاستمتاع بحياة صحية ومستقرة لسنوات طويلة قادمة.
دليلك لفهم الحياة بعد تغيير صمام القلب .. تغيرات مؤقتة وأخرى تتطلب الاستشارة
بمجرد مغادرة المستشفى تبدأ مرحلة التأقلم مع الحياة بعد تغيير صمام القلب، وفي هذه الفترة يتبادر إلى ذهنك تساؤلات كثيرة حول ما إذا كانت الأعراض التي تشعر بها طبيعية أم لا، فإليك بعض الأعراض المحتملة:
أعراض ما بعد عملية تغيير صمام القلب .. طبيعية ومؤقتة
من الطبيعي أن تشعر ببعض التغيرات الجسدية والنفسية، فهذه الأعراض هي رد فعل طبيعي من الجسم على الجراحة وخطواتها، لذا قد تساعدك معرفتها على تقبلها حتى تزول، وهي:
- ألم في الصدر: ألم خفيف أو عدم ارتياح في منطقة عظمة القص (منتصف الصدر)، ويزول تدريجيًا.
- اضطرابات النوم: قد تواجه صعوبة في النوم ليلًا بسبب الالتزام بوضعية نوم معينة لتجنب الضغط على الجرح أو بسبب بعض آلام ما بعد الجراحة.
- تقلبات مزاجية: كالشعور ببعض الحزن أو الاكتئاب، وهو أمر شائع ويزول مع العودة التدريجية للحياة الطبيعية.
مضاعفات عملية تغيير صمام القلب .. أعراض غير طبيعية تستحق الاستشارة
في الحياة بعد تغيير صمام القلب قد تواجهك أعراضًا غير طبيعية مثل ضيق التنفس أو نزيف من جرح العملية، وكلما زاد وعيك بهذه الأعراض، وبالتعليمات الواجب عليك اتباعها بعد العملية، قلت احتمالية التعرض لـ مضاعفات عملية تغيير صمام القلب.
إذًا، يمكنك حماية نفسك من المرور بهذه التجربة الصعبة من خلال:
- الالتزام بأدوية السيولة: فهي خط الدفاع الأول لحمايتك من الجلطات خاصة في أنواع معينة من الصمامات.
- مراقبة الجرح: تأكد من بقاء الجرح نظيفًا وجافًا، وراقب أي احمرار أو تورم غير طبيعي فقد يشير إلى التهاب أو عدوى بعد عملية تغيير صمام القلب.
- معرفة علامات الخطر: انتبه لعودة أعراض انسداد صمامات القلب التي كنت تعاني منها سابقًا مثل ضيق التنفس الشديد والمفاجئ أو الدوار المتكرر، واستشر طبيبك فورًا عند ظهورها.
ما يجب على مريض القلب بعد تغيير الصمام ليعيش حياة أفضل
بمجرد اجتياز مرحلة التعافي الحرجة، لا بد أن يتغير أسلوب الحياة بعد تغيير صمام القلب، وذلك للحفاظ على صحة الصمام وعمره الافتراضي أطول فترة ممكنة، ولذلك يوصي الأطباء مرضاهم بتغييرات بسيطة وقواعد يومية لتحقيق هذا الهدف، وهي:
- الالتزام بأدوية السيولة مدى الحياة: يجب عدم إهمال أو تغيير جرعة أدوية منع التجلط إلا بتعليمات مباشرة من طبيب القلب المختص، والمتابعة الدورية لفحص سيولة الدم (INR).
- الحماية من العدوى: حتى نزلات البرد والتهابات الأسنان البسيطة قد تكون خطيرة على الصمام، لذا عليك الاهتمام بصحة الفم والأسنان، وإخبار طبيب الأسنان أو أي طبيب آخر تزوره بأنك أجريت عملية تغيير صمام القلب لتلقي المضادات الحيوية الوقائية عند الضرورة.
- النشاط البدني التدريجي: يمكنك أن تبدأ بالمشي لمسافات قصيرة وزدها تدريجيًا، وتجنب رفع الأوزان الثقيلة أو بذل مجهود عنيف حتى يسمح لك الطبيب بذلك.
- نظام غذائي صحي: ركز على الأطعمة الصحية للقلب، وقلل من الملح والدهون المشبعة، واحرص على اتباع نظام غذائي متوازن خاصة إذا كنت تتناول أدوية السيولة لتجنب تداخل بعض الأطعمة مع مفعول الدواء.
لا تؤجل خطوة الاطمئنان أبداً! احصل على استشارة من الدكتور فؤاد راسخ اليوم حول برنامج حياتك الجديد بعد تغيير صمامات القلب، ولا تتردد في سؤاله عن كل ما يقلقك.
من خلال الواتساب