في لحظة واحدة، قد تتغير حياة الإنسان حين يخبره الطبيب أن شرايين قلبه تعاني من انسداد أو تضيق شديد، مما يُعرضه لخطر نوبة قلبية مفاجئة أو ألم صدري دائم يُعيقه عن ممارسة حياته الطبيعية.
وتكون هذه اللحظة مليئة بالقلق والخوف والتساؤلات حول العلاج الأمثل، وبين العلاجات المتاحة، يكثر الحديث عن البالون والدعامة، وغالبًا ما يحتار المريض وأسرته في فهم الفرق بين الدعامة والبالون. لذلك، من الضروري توضيح المفهومين بطريقة مبسطة وهذا ما سنوضحه في المقال.
ما الفرق بين الدعامة والبالون؟
في الإجراءات التداخلية لعلاج أمراض الشرايين، يُعد كل من البالون والدعامة من الوسائل المهمة التي تهدف إلى توسيع الشرايين المتضيقة نتيجة تراكم الدهون أو التكلسات داخل جدرانها ويُستخدم هذان الخياران الطبيان بصورة خاصة في حالات تضيق الشرايين التاجية التي تُغذي عضلة القلب.
وعند الحديث عن الفرق بين الدعامة والبالون، لا بد من الإشارة إلى أن كلاً منهما يؤدي وظيفة مختلفة رغم إمكانية استخدامهما في نفس الإجراء وهذا ما سنوضحه في السطور التالية.
ما هي الدعامة والبالون؟
حين يُواجه المريض مشكلة في الشرايين، قد يسمع من طبيبه مصطلحات مثل “بالون” أو “دعامة” دون أن يكون على دراية واضحة بما تعنيه كل واحدة منهما، هذه المفاهيم ليست معقدة كما تبدو، لكن فهمها بدقة يُساعد على طمأنة المريض وتوضيح خطة العلاج.
- البالون هو أداة طبية تُستخدم مؤقتًا لتوسيع الشريان الضيق ويدخل عبر قسطرة إلى موقع الانسداد، ثم يُنفخ لفترة قصيرة ليضغط الترسبات الدهنية على جدران الشريان، مما يسمح للدم بالمرور بشكل أفضل.
بعد انتهاء التوسيع، يُفرغ البالون ويُزال من الجسم دون أن يترك أي شيء خلفه، وغالبًا ما يُستخدم البالون كخطوة تمهيدية قبل تركيب الدعامة القلبية، لأنه يساعد على تحضير الشريان لتثبيت الدعامة بشكل أكثر فعالية واستقرارًا، وبعد الانتهاء من التوسيع يُفرغ البالون ويُزال من الجسم.
- الدعامة، شكل دعامة القلب عبارة عن أنبوب شبكي صغير يزرع داخل الشريان بعد توسيعه، وتبقى في مكانها على الدوام وهدفها هو الحفاظ على الشريان مفتوحًا ومنع عودته للضيق مرة أخرى، وهناك أنواع حديثة منها تكون مغطاة بأدوية تُساعد في تقليل فرص إعادة الانسداد.
بعد معرفة الفرق بين الدعامة والبالون، يمكننا الآن الانتقال لفهم كيف يحدد الطبيب الخيار الأنسب لكل حالة بناءً على معايير دقيقة.
لماذا يختار الطبيب أحد الإجراءين دون الآخر؟
القرار بين استخدام البالون فقط أو تركيب دعامة ليس قرارًا عشوائيًا، بل يُبنى على تقييم دقيق لحالة المريض والشريان المصاب، وهناك عدة عوامل يدرسها الطبيب قبل اختيار الإجراء الأنسب منها:
- درجة ضيق الشريان؛ فإذا كان التضيق بسيطًا أو متوسطًا، فقد يكون نفخ البالون كافيًا لتوسيعه دون الحاجة لتركيب دعامة، أما إذا كان الانسداد كبير، فإن الدعامة تصبح ضرورية لتثبيت التوسيع ومنع تكرار الانسداد.
- طبيعة الترسبات تلعب دورًا مهمًا؛ فالتراكمات الدهنية الناعمة قد تستجيب جيدًا للبالون، بينما الترسبات المتكلسة أو الصلبة تتطلب عادةً دعمًا إضافيًا بالدعامة.
- وجود أمراض مزمنة مثل السكري، إذ تزداد في هذه الحالات احتمالية إعادة الانسداد، مما يدفع الطبيب إلى تفضيل تركيب دعامة مغطاة بالأدوية للحفاظ على الشريان مفتوحًا.
- طول المنطقة المصابة يُؤثر في القرار؛ فكلما زاد طول التضيق، زادت الحاجة إلى دعم دائم كالدعامة.
وأخيرًا، بعد استخدام البالون، يقيم الطبيب استجابة الشريان الفورية، فإذا بدا الشريان غير مستقر أو عاد للضيق بسرعة، تُركب دعامة على الفور لتثبيت النتيجة ومنع حدوث مضاعفات مستقبلية.
ماذا بعد الإجراء؟
النجاح في علاج تضيق الشرايين لا ينتهي بمجرد الانتهاء من تركيب البالون أو الدعامة، بل يبدأ من تلك اللحظة التزام المريض بنظام جديد للحفاظ على النتائج وتجنب أي مضاعفات مستقبلية، إليك أهم التوصيات بعد الإجراء:
- الإقلاع عن التدخين؛ لأنه يُعد من أبرز أسباب عودة انسداد الشرايين.
- اتباع نظام غذائي صحي، وتقليل الدهون المشبعة والاعتماد على الخضراوات، الفواكه والحبوب الكاملة.
- ممارسة نشاط رياضي بانتظام، مثل المشي والسباحة أو أي نشاط يناسب الحالة الصحية بعد استشارة الطبيب.
- الالتزام بالأدوية الموصوفة خاصة أدوية السيولة (مثل الأسبرين أو الكلوبيدوغريل) لمنع تجلط الدم داخل الدعامة.
- الحفاظ على وزن صحي لأن الوزن الزائد يزيد من العبء على القلب والشرايين.
- المتابعة الطبية المنتظمة وعمل فحوصات دورية لمراقبة حالة الشرايين، وتعديل العلاج عند الحاجة.
- السيطرة على الأمراض المزمنة، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم والكوليسترول، لتقليل خطر المضاعفات.
خلاصة القول، بعد معرفة الفرق بين الدعامة والبالون، يتضح أن لكل منهما دورًا محددًا في توسيع الشرايين وتحسين تدفق الدم.
إذا كنت ترغب في الاطمئنان على صحة قلبك، فلا تتردد في التواصل مع الدكتور فؤاد راسخ عبر الأرقام المتوفرة على الموقع الإلكتروني.