تتمثل وظيفة الصمام ثلاثي الشرفات في السماح للدم بالتدفق من الأذين الأيمن إلى البطين الأيمن دونَ عودة، ولكن أحيانًا قد لا يؤدي وظيفته كما ينبغي، مما يتسبب في ارتداد الدم إلى الأذين مرة أخرى وزيادة الجُهد على عضلة القلب حتى تضخ الكمية الكافية من الدم إلى باقي أجزاء الجسم، وتُعرّف هذه الحالة بارتجاع الصمام.
وتتفاوت شدة تلك الحالة من مريض لآخر تبعًا لدرجة الارتجاع ومدى تأثيرها في حياته، فما درجات ارتجاع الصمام الثلاثي الشرفات؟ وكيف تُشخص؟ هذا ما نناقشه خلال مقالنا التالي.
ما أعراض قصور الصمام ثلاثي الشرف؟
لا تظهر أعراض ارتجاع الصمام ثلاثي الشرفات في المراحل الأولى من الإصابة، لكنها تبدو جليةً مع تفاقم الحالة، ومن أكثر تلك الأعراض شيوعًا ما يلي:
- الشعور بالتعب الشديد.
- ضيق التنفس خصوصًا بعد بذل المجهود.
- انتفاخ البطن أو الساقين بسبب احتباس السوائل.
- خفقان القلب أو تسارع ضرباته بشدة.
- تضخم أوردة الرقبة بشكل ملحوظ.
وتتباين حدة الأعراض السابقة تبعًا لدرجة ارتجاع الصمام الثلاثي الشرفات المُصاب بها المريض.
ما درجات ارتجاع الصمام الثلاثي الشرفات؟
تُقسم درجات ارتجاع الصمام الثلاثي الشرفات وفقًا للجمعية الأمريكية لأمراض القلب إلى 4 درجات بناءً على حالة الصمام وشدة الأعراض التي تظهر على المريض، وتشمل هذه الدرجات ما يأتي:
الدرجة الأولى
قد يُلاحظ الأطباء صدفةً في أثناء فحص القلب ارتداد نسبة بسيطة من الدم من البطين إلى الأذين الأيمن، رُغم سلامة بنية شُرفات الصمام، ويُعاني نحو 85% من الأشخاص حول العالم تلك الدرجة دونَ أن تسبب لهم أعراضًا.
الدرجة الثانية
يكون حجم الدم المتسرب عبر الصمام أقل من 45 ملليلترًا، نظرًا إلى تضخم وريقات الصمام، ورُغم ذلك تظل الأعراض خفيةً.
الدرجة الثالثة
يزيد حجم الدم المتدفق من البطين للخلف عن 45 ملليلترًا بسبب تضخم شرفات الصمام، إضافة إلى البطين والأذين، والمرضى الذين يعانون هذه الدرجة، لم تظهر عليهم أعراض الارتجاع بعد.
الدرجة الرابعة
تُعدّ أخطر درجات ارتجاع الصمام الثلاثي الشرفات، إذ يزداد حجم الشُرفات والجزء الأيمن من القلب، وحينها تظهر أعراض الارتجاع السابق ذكرها واضحةً.
يمكنك معرفة المزيد ايضا عن : ارتجاع الصمام الأورطي
ما سبب ارتجاع صمام القلب ثلاثي الشرفات؟
ارتجاع الصمام الثلاثي الشرفات من أمراض صمامات القلب التي تحدث نتيجة لعدّة أسباب، منها:
- الحُمى الروماتيزمية التي تؤثر في صحة الصمامات.
- الإصابة بالعدوى.
- مرض السرطان الذي يُلحق الضرر بأعضاء الجسم عامةً، بما في ذلك القلب وصماماته.
- التعرض لصدمة قوية في منطقة الصدر، مثل حوادث السيارات.
- الخضوع للعلاج الإشعاعي، ورُغم تأثيره النادر في صحة القلب، قد يؤدي أحيانًا إلى حدوث خلل في الصمام ثلاثي الشرفات.
- الولادة بعيب خلقي في الصمام.
- تناول بعض الأدوية لفترات طويلة.
وقد يؤدي إهمال علاج السبب الرئيسي وراء الإصابة بارتجاع الصمام إلى حدوث بعض المخاطر الصحية، مثل الفشل الكلوي وقصور القلب الأيمن والفشل الكبدي، لذلك يجب الخضوع للتشخيص فورًا لتحديد السبب وعلاجه.
كيفية تشخيص درجات ارتجاع الصمام الثلاثي الشرفات
يُعد فحص الإيكو بالموجات فوق الصوتية الوسيلة الأساسية لتقييم درجات ارتجاع الصمام الثلاثي الشرفات، إضافة إلى بعض الفحوصات الأخرى، مثل الرنين المغناطيسي والأشعة السينية على الصدر وتخطيط القلب الكهربائي والقسطرة.
وبناءً على نتائج الفحوصات، يحدد الطبيب الخطة العلاجية المناسبة لكل مريض حسب درجة الارتجاع.
كيف تُعالج درجات ارتجاع صمام القلب ثلاثي الشرفات؟
لا تحتاج درجات ارتجاع الصمام الثلاثي الشرفات الخفيفة إلى علاج، بينما الدرجات المتوسطة فتُعالج من خلال تناول بعض الأدوية مثل مُدرات البول، أمّا الحالات التي تُعاني درجات شديدة، فتخضع للجراحة من أجل إصلاح أو استبدال الصمام بآخر سليم.
وبذلك نكون قد تعرفنا إلى درجات ارتجاع الصمام الثلاثي الشرفات، وفي النهاية نُوصيكم بالحفاظ على صحة القلب وصماماته من خلال ممارسة التمارين الرياضية واتباع نظام غذائي متوازن والإقلاع عن التدخين، كذلك المبادرة باستشارة الطبيب المختص فور ظهور أعراض انسداد صمامات القلب أو الارتجاع، لتجنب مضاعفات تلك الحالات التي تؤثر بنسبة كبيرة في صحة القلب.
من خلال الواتساب







