يشعر كثيرون بالقلق عند سماع مصطلح “دعامة القلب”، خاصة إذا كانوا على وشك الخضوع لهذا الإجراء، وتراودهم تساؤلات عديدة حول ماهية الدعامة وأهميتها وأنواعها وشكلها وكيف تؤثر في نمط الحياة بعد تركيبها.
في هذا المقال، سنوضح شكل دعامة القلب، بالإضافة إلى الإجابة عن أهم التساؤلات التي يحتاج المرضى للتعرف إليها.
ما هي الدعامة في القلب؟
قبل توضيح شكل دعامة القلب يجب علينا أولًا أن نشرح ما هي دعامات القلب.
الدعامة القلبية هي أنبوب شبكي صغير يُجرى إدخاله في الشرايين التاجية الضيقة أو المسدودة بهدف إبقائها مفتوحة وتحسين تدفق الدم إلى عضلة القلب.
وتستخدم الدعامة بصورة رئيسية لعلاج تصلب الشرايين وتقليل خطر الإصابة بالنوبات القلبية، وعادةً ما يُجرى تركيب الدعامة القلبية من خلال القسطرة القلبية دون الحاجة إلى جراحة كبرى.
قد يهمك معرفة: علاج صمام القلب دون جراحة.
شكل دعامة القلب
يأخذ شكل دعامة القلب هيئة أنبوب شبكي صغير يُشبه الزنبرك (الملفوف الحلزوني)، ويكون مصنوعًا من معادن متينة وخفيفة الوزن تتيح له التمدد بسهولة داخل الشريان دون أن يعيق تدفق الدم.
ويتراوح حجم الدعامة عادة بين 2 إلى 5 مليمترات في القطر، وطولها من 8 إلى 38 مليمترًا، بعض الدعامات تكون مغطاة بأدوية لمنع عودة التضيّق، بينما تمتلك بعض الأنواع تصاميم مرنة تتيح لها التكيف مع شكل الشريان، وفي السطور التالية سوف نتحدث عن أنواع الدعامات بالتفصيل.
أنواع دعامات القلب
تتعدد أنواع الدعامات المستخدمة في علاج أمراض القلب، وتختلف من حيث المواد والتقنيات المستخدمة فيها، وتشمل أبرز الأنواع ما يلي:
- الدعامة المعدنية العادية، تُصنع من الفولاذ المقاوم للصدأ أو الكوبالت، وتبقى في الشريان بصورة دائمة للحفاظ على تدفق الدم.
- الدعامة الدوائية، وتحتوي على طبقة من الأدوية التي تُطلق تدريجيًا لمنع تضيق الشرايين مرة أخرى بعد التوسيع.
- الدعامة القابلة للامتصاص، تُصنع من مواد تتحلل تلقائيًا داخل الجسم بعد فترة تتراوح ما بين 2-3 سنوات، ما يساعد على استعادة وظيفة الشريان الطبيعية.
- الدعامة المغلفة بالبوليمر، تحتوي على مادة خاصة تقلل من التجلط وتساعد على تحسين استجابة الجسم للدعامة.
ما الفرق بين القسطرة والدعامة؟
للمزيد من الوضوح حول شكل دعامة القلب وماهيتها، يتسائل بعض المرضى عن الفرق بين الدعامة والقسطرة.
الدعامة هي الهيكل الداعم الذي يُزرع داخل الشريان بعد توسيعه بالقسطرة، لتمنع الشريان من الانغلاق مجددًا.
أما القسطرة القلبية إجراء طبي يُستخدم لإدخال أنبوب رفيع مرن عبر الأوعية الدموية للوصول إلى القلب، بهدف تشخيص أمراض القلب وعلاجها.
لمعلومات عن تغيير الصمام الأورطي بالقسطرة اضغط على هذا الرابط.
كم مدة بقاء دعامة القلب؟
تبقى الدعامة المعدنية والدعامة الدوائية بصورة دائمة داخل الشريان، إذ تندمج مع جدار الشريان بمرور الوقت.
أما الدعامات القابلة للامتصاص، فتتحلل تدريجيًا على مدى سنتين إلى ثلاث سنوات، حسب نوع المادة المصنوعة منها.
هل يمكن الشعور بدعامة القلب بعد تركيبها؟
لا يشعر المريض بوجود الدعامة داخل جسمه، لكنها تؤدي دورًا حيويًا في الحفاظ على تدفق الدم بصورة طبيعية إلى القلب ومنع عودة التضيّق.
اقرأ المزيد: تجربتي مع دعامات القلب
هل تتطلب دعامة القلب جراحة لاستبدالها؟
في معظم الحالات، لا تتطلب الدعامة استبدالًا إلا إذا حدث انسداد بها أو حدثت مضاعفات تستدعي تدخلًا طبيًا.
الحياة بعد تركيب دعامة القلب
بعد توضيح شكل دعامة القلب يصبح من المهم أيضًا شرح نمط حياة المريض بعد تركيب الدعامة، إذ يحتاج المريض إلى اتباع نمط حياة صحي لضمان نجاح العلاج وتقليل مخاطر انسداد الشرايين مجددًا.
تشمل العادات الضرورية للحفاظ على صحة القلب بعد تركيب الدعامة:
اتباع نظام غذائي صحي
تجنب الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والكوليسترول، والاعتماد على الفواكه والخضروات والأطعمة الغنية بالألياف.
ممارسة الرياضة بانتظام
يساعد النشاط البدني على تحسين صحة القلب، ولكن يجب استشارة الطبيب قبل ممارسة التمارين الشاقة.
التوقف عن التدخين تمامًا
يُعد التدخين من أهم العوامل التي تزيد من خطر انسداد الشرايين حتى بعد تركيب الدعامة.
الالتزام بتناول الأدوية
يصف الطبيب أدوية مثل مضادات التجلط ومخفضات الكوليسترول لمنع تكوّن الجلطات داخل الدعامة.
إليك أيضًا: كل ما تود معرفته عن أضرار دعامات القلب
الخلاصة..
يتطلب فهم شكل دعامة القلب والإجراءات المتعلقة بها معرفة دقيقة بدورها في تحسين تدفق الدم وعلاج أمراض الشرايين التاجية، ومع أن الدعامة تُعد من الحلول الفعالة للحفاظ على صحة القلب، يعتمد نجاحها على مدى التزام المريض باتباع نمط حياة صحي وإجراء الفحوصات الطبية الدورية.
وفي النهاية، بفضل التطور الطبي المستمر أصبحت دعامات القلب أكثر تطورًا وفعالية، ما يمنح المرضى فرصة أفضل لحياة أطول وأكثر صحة بإذن الله.
اقرأ المزيد عن: ما الفرق بين الدعامة والبالون في توسيع الشرايين؟