عنوان العيادة

33 أ شارع القصر العيني –
عمارة البنك الأهلي أمام كلية صيدلة
الدور الخامس – شقة 20

رقم التواصل

مواعيد العيادة

السبت و الثلاثاء الساعة
01:30 ظهراً

كل ما تريد أن تعرفه عن قسطرة القلب للأطفال

  • الرئيسية
  • #
  • كل ما تريد أن تعرفه عن قسطرة القلب للأطفال

تُعدّ قسطرة القلب للأطفال من الإجراءات الطبية الحديثة التي تعتمد على إدخال أنبوب رفيع ومرن يُسمى “القسطرة” عبر أحد الأوعية الدموية، غالبًا من منطقة الفخذ، حتى يصل إلى القلب.

ورغم أن بعض الآباء قد يشعرون بالقلق عند سماع كلمة “قسطرة”، فإنّ هذا الإجراء يُعَدّ في كثير من الحالات بديلاً فعّالًا وآمنًا للجراحة التقليدية، وتزداد أهميته مع ارتفاع نسب العيوب الخلقية في القلب بين الأطفال.

في هذا المقال، نستعرض الأنواع الشائعة من القسطرة القلبية للأطفال، ونتعرف إلى الحالات التي تستدعي إجراءها، مع توضيح خطوات التحضير والإجراء.

أنواع قسطرة القلب للأطفال

تُعدّ قسطرة القلب للأطفال إجراءً تداخليًا مهمًا يُستخدم في تشخيص وعلاج كثير من مشكلات القلب، وتنقسم إلى نوعين رئيسين:

القسطرة التشخيصية

تهدف إلى الحصول على صورة دقيقة لوظائف القلب والأوعية الدموية، وقياس الضغط داخل حجرات القلب والشرايين، وغالبًا تُستخدم عندما لا تكفي الوسائل غير التداخلية مثل الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي أو الموجات الصوتية.

وقد يلجأ الطبيب إليها لتقييم ضغط الشريان الرئوي أو لتحديد طبيعة الدورة الدموية قبل إجراء عمليات جراحية كبرى مثل عملية فونتان -إجراء جراحي يستخدم في الأطفال ذوي القلب وحيد البطين-.

القسطرة العلاجية

في هذا النوع، لا يقتصر الأمر على التشخيص فقط، بل يمكن للطبيب علاج كثير من التشوهات القلبية باستخدام أدوات دقيقة تُدخَل عبر القسطرة، وتُستخدم في حالات توسيع الصمامات الضيقة، وعلاج ضيق الشريان الأورطي، وسد الفتحات بين الأذينين أو البطينين، بالإضافة إلى إغلاق القناة الشريانية المفتوحة.

ما الحالات التي تستدعي إجراء قسطرة القلب للأطفال؟

يلجأ الأطباء إلى قسطرة القلب للأطفال، سواءً كانت تشخيصية أو علاجية، في حالة وجود عيوب خلقية أو مشكلات في القلب مثل:

تضييق الصمام الرئوي

يُعَدّ من أكثر العيوب شيوعًا عند الأطفال، إذ يحدث ضيق في الصمام الذي يسمح بمرور الدم من البطين الأيمن إلى الرئتين، وعندما يكون فرق الضغط عبر الصمام مرتفعًا، تكون القسطرة العلاجية بالبالون هي الخيار الأمثل لتحسين تدفق الدم، وهي إجراء طبي تُدخل فيه قسطرة مزوّدة ببالون صغير إلى منطقة التضيق داخل القلب أو الأوعية، ثم يُنفخ البالون لفترة قصيرة لتوسيع الصمام أو الشريان.

تضيّق الصمام الأورطي

في حال كان الضغط عبر الصمام الأورطي مرتفعًا، أو مصحوبًا بأعراض مثل آلام الصدر أو تغيّرات في رسم القلب، تُجرى القسطرة لتوسيع الصمام بالبالون، ما يحمي القلب من المضاعفات الخطيرة.

تضيّق الشريان الأورطي

يظهر عادةً بارتفاع ضغط الدم مع فرق واضح في القياسات قبل وبعد التضيق، وهنا تُستخدم القسطرة لعمل توسعة بالبالون أو وضع دعامة، خاصةً إذا حدث التضيق بعد جراحة سابقة.

الفتحات بين حجرات القلب

عند وجود فتحات بين الأذينين أو البطينين، يزداد تدفق الدم إلى الرئة ويُجهد القلب، ويمكن إغلاق هذه الفتحات عبر القسطرة باستخدام أجهزة خاصة، ما يجنب الطفل الجراحة المفتوحة.

القناة الشريانية المفتوحة

في بعض المواليد، لا تُغلق القناة الشريانية بعد الولادة، وهو ما يسبب اضطرابًا في الدورة الدموية، ويمكن إغلاقها عبر القسطرة باستخدام أدوات دقيقة، وفقًا لحجم القناة.

بهذه الإجراءات، تُسهم قسطرة القلب للمواليد والأطفال في تحسين جودة حياة الطفل والحدّ من مضاعفات العيوب القلبية االخلقية، مع تحقيق نتائج فعّالة وأمان عالٍ مقارنة بالجراحات الكبرى.

خطوات التحضير والإجراء في قسطرة القلب للأطفال

قبل إجراء القسطرة القلبية للأطفال، يخضع الطفل لفحوصات شاملة تشمل تحاليل الدم، وتخطيط القلب، وأشعة الصدر، للتأكد من استقرار حالته واستبعاد أي مشكلات قد تعيق العملية، وقد يُطلب الخضوع لفحوصات إضافية مثل الإيكو أو الرنين المغناطيسي، للحصول على صورة أوضح لوضع القلب، ويُنصح الأهل بالامتناع عن إطعام الطفل أو إعطائه السوائل لعدة ساعات قبل الإجراء لضمان أمان التخدير.

وفي أثناء العملية، يُعطى الطفل تخديرًا كليًا، ثم يُدخل الطبيب القسطرة عبر أحد الأوعية الدموية في الفخذ، وتُوجّه القسطرة بدقة نحو القلب باستخدام الأشعة السينية أو الموجات فوق الصوتية، ما يسمح للطبيب برؤية حركة الدم وبنية القلب مباشرةً.

وعادةً ما تستغرق العملية ما بين ساعة وثلاث ساعات، وفقًا لنوع الإجراء المطلوب، وبعد الانتهاء، يُنقل الطفل إلى غرفة الإفاقة ثم إلى قسم الملاحظة حيث تُراقَب حالته عن قرب لعدة ساعات، للتأكد من استقرار حالته قبل السماح له بالعودة إلى المنزل.

ختامًا،

تبقى قسطرة القلب للأطفال واحدة من أهم الإنجازات الطبية الحديثة التي أسهمت في إنقاذ حياة آلاف الأطفال حول العالم، بفضل دقتها وارتفاع معدل أمانها مقارنةً بالجراحات التقليدية، ومع ذلك يظل قرار إجرائها خطوة دقيقة، لا بد أن تستند إلى تقييم شامل من قِبل طبيب متخصص يمتلك الخبرة والمعرفة الكافية لاختيار الأنسب لكل حالة وضمان أفضل النتائج.

وإذا كنت تبحث عن استشارة متخصصة أو رأي طبي موثوق لحالة طفلك وتتساءل كم نسبة نجاح عملية قسطرة القلب؟ يمكنك التواصل مع الدكتور فؤاد راسخ، أستاذ واستشاري جراحات القلب بالتدخل المحدود.

تعرف أيضًا على: أسباب قسطرة القلب