قصور الشريان التاجي | أعراضه وأسبابه ووسائل علاجه

مثلما يغزو الشيب الرأس، تغزو الدهون الشرايين التاجية وتترسب على جدرانها وتتسبب في ضعفها وتضيقُّها، مما يؤدي إلى قلة التروية الدموية الواصلة للقلب ومن ثمَّ حدوث بعض المضاعفات الصحية الخطيرة التي تُهدد سلامة الأفراد.

وفي هذا الصدد، نناقش خلال مقالنا التالي أبرز أعراض قصور الشريان التاجي التي تستدعي زيارة الطبيب فورًا وسبل علاجه المختلفة.

قصور الشريان التاجي.. خطر صامت يؤثر في صحة القلب تدريجيًا

بتوضيح ما هو الشريان التاجي، نجد أن وظيفته الأساسية تتمثل في تغذية عضلة القلب وإمدادها بالدم المحمل بالأكسجين لأداء وظيفتها بكفاءة، وقد تتأثر تلك الوظيفة سلبًا في حال ترسب الدهون على جدرانه؛ إذ يقل الإمداد الدموي الواصل للقلب وبمرور الوقت يعاني المريض ضعفًا في العضلة القلبية، كما ترتفع احتمالية إصابته ببعض المضاعفات الخطيرة، منها:

• اضطراب ضربات القلب.
• فشل القلب.
• السكتة القلبية.

وتتضمن أبرز أسباب قصور الشريان التاجي تراكم اللويحات الدهنية المكونة من الكوليسترول والكالسيوم ومادة الفيبرين -مادة مُجلطة للدم- على جدرانه، مما يؤدي إلى تضيقه أو انسداده في بعض الحالات.

علاوة على ذلك، يوجد عدد من العوامل التي تجعل الفرد أكثر عرضةً للإصابة بهذا المرض، أهمها:

• الجنس، فالذكور أكثر عرضةً للإصابة بأمراض الشرايين التاجية مقارنة بالإناث.

• التدخين.
• التقدم في العمر.
• الإصابة بأحد الأمراض المزمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري وأمراض الكلى.
• ارتفاع معدلات الكوليستيرول الضار في الدم.
• انقطاع الطمث في سن مبكرة (قبل 40 عامًا).
• تناول حبوب منع الحمل لفترات طويلة.

أعراض قصور الشريان التاجي لا يُستهان بها

تُعد أعراض قصور الشريان التاجي بمثابة ناقوس الخطر الذي يُنذر الأفراد بضرورة التوجه إلى الطبيب على الفور، للحفاظ على صحة القلب، وتشمل تلك الأعراض ما يلي:

• معاناة ألم شديد في الصدر قد يمتد إلى الكتف الأيسر وأحيانًا الفك السفلي والظهر والكتف الأيمن.
• ضيق التنفس والشعور بالإجهاد الشديد عند بذل أي مجهود بدني.
• عدم انتظام ضربات القلب.

عادةً ما تكون أعراض الشريان التاجي المُصاب في المراحل المبكرة بسيطة وتظهر عند بذل المجهود، بينما في المراحل المتقدمة تصير أكثر حدةً وتتطلب نقل المريض للمستشفى فورًا؛ فقد تُشير إلى تكوّن الجلطات التي تسد الشريان تمامًا وتُعرض الحياة للخطر.

لهذا السبب ينبغي الخضوع للفحوصات الطبية فور ظهور أعراض هذا المرض، من أجل تقييم حالة القلب وتحديد البروتوكول العلاجي المناسب لحالة كل مريض.

علاج قصور الشريان التاجي يحمي القلب من مُضاعفات جمّة

تتضمن وسائل علاج قصور الشرايين التاجية الأدوية والجراحة، وفي كلتا الوسيلتين يُوصي الطبيب -بالتزامن معهما- بضرورة الالتزام بنمط حياة صحي يتضمن الآتي:

• الإقلاع عن التدخين.
• اتباع نظام غذائي صحي غني بالبروتينات والعناصر الغذائية المهمة لصحة الجسم.
• الحد من تناول الأطعمة المليئة بالأملاح والسكريات والدهون الضارة.
• الحفاظ على وزن الجسم المثالي.
• المواظبة على ممارسة الرياضة، وأيسرها المشي لمدة 30 دقيقة يوميًا.
• السيطرة على الأمراض المزمنة، مثل داء السكري وضغط الدم المرتفع من خلال تناول الأدوية بانتظام.
• الامتناع عن الانسياق وراء تجارب علاج قصور الشريان التاجي بالأعشاب المنتشرة عبر الإنترنت، فهي غير مجدية على الإطلاق.

• العلاج الدوائي

تُخفف الأدوية أعراض قصور الشرايين التاجية وتمنع تفاقمها، وهي تشمل أدوية:

• خفض ضغط الدم المرتفع.
• علاج الكوليسترول.
• مضادة لتجلط الدم.
• علاج الذبحة الصدرية (النيتروجلسرين).

• العلاج الجراحي

في صدد الإجابة عن سؤال “كيف تعالج شرايين القلب المسدودة؟“، تُمثل الجراحة الخيار الأفضل للحفاظ على حياة المريض، ولحسن الحظ أن غالبية جراحات الشريان التاجي تُجرى بالتدخل المحدودة، مما يجعلها أكثر أمانًا وأسرع في التعافي، ومن أشهر تلك الجراحات:

• تركيب الدعامة بالقسطرة عن طريق جُرح دقيق في الجلد يصل عبره الطبيب إلى الشريان التاجي المُصاب؛ حتى يُضع الدعامة داخله لتوسيعه وضمان تدفق الدم بمعدل طبيعي.
• ترقيع الشرايين التاجية التي تعتمد على تغيير مسار الشرايين من أجل تخطى موضع الانسداد، وإعادة تروية القلب على النحو المطلوب.

ويجدر بنا التوضيح هنا بأنه تختلف سبل علاج الانسداد حسب الحالة الصحية، فقد يلجأ الطبيب إلى علاج انسداد الشريان التاجي بدون جراحة في الحالات البسيطة، بينما الحالات المتقدمة يستعين بأحد التدخلات الجراحية المذكورة سلفًا.

بهذه الكلمات نختم حديثنا عن قصور الشريان التاجي وعلاجه، وفي النهاية نوصيك بمراجعة الطبيب فور ظهور أعراض هذا المرض، لتلقي العلاج المناسب لحالتك سريعًا؛ حفاظًا على صحة قلبك.

وإذا لديك أي استفسارات أخرى حول قصور الشريان التاجي، فلا تتردد في التواصل مع عيادة الدكتور فؤاد راسخ من خلال الاتصال على الأرقام الموضحة أدناه بالموقع الإلكتروني، مع تمنياتنا لك بدوام العافية.