تعد مدة عملية القلب المفتوح من أكثر ما يشغل المريض وأسرته عند الاستعداد لهذه الجراحة، وهي ليست رقمًا ثابتًا يمكن تعميمه، إنما تعتمد على عدة عوامل مثل نوع الإجراء المطلوب، وحالة عضلة القلب، وعمر المريض، وإن كان هناك أي أمراض مصاحبة؛ ومع ذلك هناك متوسطات زمنية يمكن الاعتماد عليها لتكوين صورة واقعية تساعد المريض وذويه على فهم ما سيحدث داخل غرفة العمليات والاستعداد له بصورة أفضل.
التحضيرات التي تسبق عملية القلب المفتوح، هل تدخل ضمن المدة؟
قبل أن يبدأ الجراح في عمله الفعلي هناك سلسلة من الخطوات التحضيرية التي تتم داخل غرفة العمليات، هذه التحضيرات جزء لا يتجزأ من الوقت الإجمالي الذي يقضيه المريض في غرفة العمليات.
تشمل هذه المرحلة إعداد المريض وتعقيمه بشكل كامل، ووضع الأجهزة اللازمة لمراقبة وظائف الجسم الحيوية، وأهمها هو تجهيز المريض للتخدير الكامل، وتستغرق هذه الخطوات الدقيقة عادةً من ساعة إلى ساعتين، وهي ضرورية لضمان سلامة المريض خلال الجراحة.
المدة التقريبية للعملية: من غرفة العمليات إلى الإفاقة
بعد انتهاء مرحلة التحضير تبدأ الجراحة الفعلية، ويمكن القول إن معظم عمليات القلب المفتوح تستغرق ما بين 3 إلى 6 ساعات، لكن هذا الرقم ليس ثابتًا، فهو يتأثر بعوامل مختلفة:
- الجراحة الفعلية: يوصل الجراحون المريض بآلة القلب والرئة لتقوم بضخ الدم مؤقتًا مما يسمح للقلب بالتوقف عن العمل في أثناء الإصلاح، ثم يجري الفريق الطبي العملية المطلوبة سواء كانت ترقيع الشرايين أو تغيير الصمامات؛ وكلما زاد عدد الشرايين التي تحتاج إلى ترقيع أو زاد تعقيد المشكلة، زادت المدة اللازمة لإكمال هذه المرحلة.
- إغلاق الجرح: وهي مرحلة دقيقة تتطلب وقتًا لضمان التئام الجرح بصورة صحيحة بعد انتهاء الجراحة.
- فترة الإفاقة: وهي الوقت الذي يبدأ فيه المريض بالاستيقاظ من التخدير إذ تراقب مؤشراته الحيوية بدقة قبل نقله إلى العناية المركزة.
العوامل التي تؤثر في مدة عملية القلب المفتوح
لا توجد إجابة واحدة لسؤال كم تستغرق عملية القلب المفتوح للكبار؟ لأن هناك عوامل عديدة ومعقدة تتحكم في ذلك وتجعل مدة العملية تختلف بصورة كبيرة من حالة لأخرى، ويزيل فهم هذه العوامل جزءًا كبيرًا من القلق ويقدم صورة أكثر واقعية عن مسار الجراحة.
نوع الجراحة ودرجة تعقيدها
هذا هو العامل الأهم في تحديد مدة العملية، فمثلا عملية ترقيع الشريان التاجي (bypass) البسيطة لشريان واحد تستغرق وقتًا أقل بكثير من عملية ترقيع عدة شرايين؛ كذلك فإن عملية استبدال صمام القلب تختلف في مدتها عن عملية إصلاح عيب خلقي معقد.
وكل إجراء له متطلباته التقنية الخاصة التي تؤثر مباشرة في الوقت المطلوب لإنجازه بدقة وأمان.
الحالة الصحية العامة للمريض
تؤثر صحة المريض بصورة مباشرة في مدة عملية القلب المفتوح، فإذا كان المريض يعاني حالات مرضية أخرى مثل السكري، أو أمراض الكلى، أو مشاكلات في الرئة، قد يحتاج الفريق الجراحي إلى اتخاذ احتياطات إضافية ومراقبة أكثر دقة للمؤشرات الحيوية مما قد يضيف وقتًا إلى الجراحة.
خبرة الفريق الجراحي
خبرة الفريق الجراحي نفسه تلعب دورًا حاسمًا، فالفريق الذي أجرى عددًا كبيرًا من العمليات المشابهة قد يتمكن من إنجاز الإجراء بكفاءة أكبر. ومع ذلك، يجب التأكيد على أن الأولوية القصوى دائمًا ما تكون للدقة والسلامة، وليس للسرعة؛ وأن أي وقت إضافي هو لضمان أفضل النتائج للمريض.
ما بعد الجراحة: الأيام الأولى في المستشفى
عندما تنتهي العملية فلا يزال المريض بحاجة إلى رعاية مكثفة، وينقل إلى وحدة العناية المركزة (ICU) أو وحدة العناية القلبية المركزة (CCU)، وهذه الفترة هامة جدًا إذ تراقب كل وظائف الجسم الحيوية بدقة، مثل ضغط الدم ومعدل ضربات القلب والتنفس.
وقد يقضي المريض في هذه الوحدة من يوم إلى ثلاثة أيام أو أكثر، وهذا يعتمد على استقراره الصحي وقدرته على الإفاقة، ولا تدخل هذه الفترة ضمن مدة عملية القلب المفتوح الفعلية، لكنها جزء أساسي من الرحلة العلاجية الكاملة.
سلامة قلبك هي الأولوية القصوى
بينما قد يشغل بال الكثيرين مدة عملية القلب المفتوح، فإن الأهم دائمًا هو جودتها ودقتها، فكل دقيقة تقضى في غرفة العمليات هي استثمار في سلامة المريض، ودليل على التزام الفريق الجراحي بتحقيق أفضل النتائج الممكنة.
في عيادة د. فؤاد راسخ نؤمن بأن القلب يستحق أعلى درجات الرعاية ولذلك يعمل فريقنا بأقصى درجات الخبرة والمهنية لضمان رحلة علاجية آمنة وناجحة.
لا تدع الأسئلة تسبب لك القلق بل اتخذ خطوة نحو الطمأنينة، وتواصل مع د. فؤاد راسخ اليوم لتحصل على استشارة شاملة تجيب عن كل ما يدور في ذهنك.
من خلال الواتساب