تمر الحامل برحلة مليئة بالتغيرات الجسدية والنفسية، وصفها الله تعالى في كتابه بأنها “وهن على وهن”، ومن أبرز هذه التغيرات التي تواجهها وتثير قلقها سرعة ضربات القلب.
فما أسباب سرعة ضربات القلب عند الحامل؟ ومتى تحتاج إلى علاج؟ نتناول معكم إجابات هذه الأسئلة وأكثر باستفاضة خلال فقرات مقالنا الآتي.
أسباب سرعة ضربات القلب عند الحامل
تنقسم أسباب سرعة ضربات القلب عند الحامل إلى أسباب مرتبطة بالتغييرات التي تطرأ على الجسم وأخرى تتعلق بنمط الحياة أو أسباب مرضية كما يلي:
أسباب طبيعية مرتبطة بتغيرات الحمل
من ضمن التغييرات التي تتعرض لها الحامل وتتسبب في ارتفاع معدل ضربات القلب ما يلي:
زيادة حجم الدم
في أثناء الحمل، يزداد حجم الدم بنسبة قد تصل إلى 50%، ومن ثم يبذل القلب جهدًا أكبر لضخه إلى أعضاء الجسم الأخرى والجنين، وتزداد ضربات القلب الطبيعية التي تتراوح ما بين 60-100 نبضة في الدقيقة الواحدة بمعدل 10 نبضات تقريبًا.
التغيرات الهرمونية
ارتفاع هرمون الإستروجين الذي يدعم نمو الجنين والمشيمة يسهم في تسريع معدل نبضات القلب.
الضغط النفسي
التوتر والقلق المرتبطان بفترة الحمل خوفًا على صحة الجنين قد يؤديان إلى تسارع ضربات القلب.
الأنيميا
تزداد السوائل في الدم خلال الحمل، ما يجعل تركيز خلايا الدم الحمراء منخفضًا وتُصاب الحامل بفقر الدم الذي يزيد الجهد على القلب.
انخفاض سكر الدم
عادةً ما تنخفض نسبة السكر في الدم خلال الثلث الأول من الحمل، وهو ما يزيد معدل نبضات القلب.
أسباب متعلقة بنمط الحياة
نمط الحياة المتبع قد يكون من أبرز أسباب سرعة ضربات القلب في الحمل، ومن أهم العادات التي تؤدي لذلك:
- الإفراط في تناول منتجات الكافيين، مثل الشاي والقهوة والشيكولاتة.
- تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والسكريات والدهون الضارة وأملاح الصوديوم.
- شرب كميات قليلة من المياه، ما يؤدي إلى حدوث خلل في توازن المعادن المسؤولة عن تنظيم معدل ضربات القلب.
أسباب مرضية
قد تؤدي بعض الحالات المرضية إلى تسارع ضربات القلب خلال فترة الحمل، منها:
- مشكلات الغدة الدرقية: فرط نشاط الغدة الدرقية يزيد من سرعة ضربات القلب بدرجة ملحوظة.
- أمراض القلب: وجود تاريخ مرضي لاضطرابات القلب يجعل الحامل أكثر عرضة لتسارع نبضات القلب، ومن أبرز تلك الأمراض التهاب عضلة القلب وأمراض الصمامات.
متى تستدعي سرعة ضربات القلب عند الحامل القلق؟
من الطبيعي أن تزداد ضربات القلب قليلًا مع تقدم الحمل، لكن في حال رافق هذا التسارع أعراض أخرى، مثل مُعاناة ألم في الصدر ودوخة وضيق التنفس وصعوبة في التركيز، فذلك قد يشير إلى حالة طبية تستوجب استشارة الطبيب بسرعة؛ للتأكد من سلامة الأم والجنين عبر إجراء بعض الفحوصات.
الفحوصات الطبية المطلوبة لتشخيص سرعة ضربات القلب عند الحامل
يطلب الطبيب إجراء عدّة فحوصات حتى يُحدد أسباب سرعة ضربات القلب عند الحامل، ومن أهمها الآتي:
- فحوصات الدم، بما في ذلك صورة الدم الكاملة (CBC).
- التخطيط الكهربي للقلب (ECG).
- جهاز هولتر لقياس معدل ضربات القلب مدة 24 إلى 48 ساعة.
كيفية التغلب على أسباب سرعة ضربات القلب عند الحامل
عادةً لا تحتاج سرعة ضربات القلب علاجًا خلال الحمل، فهي أمرٌ شائع وطبيعي في معظم الأحيان ويُمكن تخفيف حدته من خلال اتباع النصائح التالية:
- شرب كميات وفيرة من السوائل على مدار اليوم.
- الحرص على أخذ قسطٍ كافٍ من الراحة وتجنب المجهود الزائد خاصةً عند الشعور بزيادة معدل ضربات القلب.
- الالتزام بنظام غذائي متوازن غني بالمعادن والفيتامينات المفيدة، والحد من تناول الأطعمة المحتوية على نسب عالية من السكر والدهون.
- منع أو تقليل تناول مشروبات الكافيين.
- ممارسة تمارين الاسترخاء والتنفس العميق لتخفيف الشعور بالتوتر.
وفي بعض الحالات، قد يوصي الطبيب بعلاج دوائي إذا كان السبب مرتبطًا بمشكلة مرضية في القلب أو الغدة الدرقية.
بهذا نختم مقالنا عن أسباب سرعة ضربات القلب عند الحامل، وفي النهاية نود التأكيد على أن هذا الأمر شائع وليس مُدعاة للقلق إلا إذا تسبب في حدوث صعوبة في التنفس أو إغماء، فحينئذ قد يُشير إلى مشكلة مرضية تحتاج للعلاج سريعًا، حفاظًا على صحة الأم والجنين.
تعرف على: أسباب سرعة ضربات القلب عند الأطفال